~ كُلمآ آرْتَفعَ سقْفّ التَوقٌعآتْ زَآدتْ خيّبَة الأَملْ ~

بقدر ما تكون التوقعات و الآمال مفيدة لآنها توقظ بداخلك الطموح للتطور و تحقيق الآحلام و نيل الآهداف ، إلا ان ارتفاع سقفها بأستمرار قد يزيد من آحتمالات اصابتك بخيبة امل كبيرة إذا وقف عائق خارج عن إرادتك في طريق تحقيق توقعاتك و آمالك ، فتجد نفسك كمن ظل يرتفع حتى وصل الى قمة السماء ثم وجد نفسه فجأة يسقط بسرعة الصاروخ ليصطدم بمنتهى القوة بالأرض و تثناتر شظاياه في كل مكان ..

و لكن ليس معنى تحطم الحلم الكبير ان تيأس و تبقى واقف مكانك تبكي على اللبن المسكوب ، بل ما عليك فعله في هده الحالة هو ان تتعلم من المثل الدي ضربه احد خبراء التنمية البشرية لمثل هده لمواقف : تخيل نفسك طفلاً أخد ينفخ بالوناً ملوناً حتى اصبح كبيراً و جميلا ، و قبل ان يجد الفرصة الكافية ليلعب به و يقضي وقتاسعيداً ، جاء طفل اخر حقود ، و غرز في البالون دبوسا لينفجر على الفور ..

هنا امام الطفل الأول حلان : إما ان يأخد في البكاء و العويل على البالون الضائع ، و إما ان يهدأ سريعاً ليترك الفرصة لعقله ان يعمل ، فيرشده الى تناول المطاط المتخلف عن البالون الكبير ، و محاولة صنع بالون أخر أصغر حجماً منه بطريقة يدوية بسيطة ليلهو به و يسعد و يقضي وقتاً جميلا ..

إدا تحطم امالك و خاب احد توقعاتك ، فهده ليست النهاية ،ربما يكون موت احد الامال سبباً في ميلاد آمل اخر جديد ، و ربما يكون الدرس الدي تتعلمه في هده الحالة انه كلما قَلَت توقعاتك ، انخفضت فرصة تحطم امالك ، و زادت فرصة تحقيق آهدافك ..

قد تقضي فترة طويلة من حياتك في التقرب لإحد الاشخاص ، و تمنحه آهتمامك و تقتك ، و تفعل الكثير من اجله ، و مع مضى الوقت و ازدياد ما تقدمه لدلك الأنسان ، يرتفع سقف توقعاتك اتجاهه ، و تنتظر بأن يقوم من اجلك بمثل ما تفعله دائما لأجله بدون تردد ، و دون ان يطلب هو منك ..

لكنك تتفاجئ يوماً عند حدوث احدى المواقف ان داك الشخص الغالي الدي طالما قدمت له الكثير ، ليس مستعد لمنحك اهتمامه و وقته و مشاعره و رعايته ما يكفي !! و هنا تشعر بالندم على كل ما قدمته لهدا الشخص ، و قد توجه اللوم لنفسك على سذاجتك و طيبة قلبك التي جعلتك تفترض ان مشاعره اتجاهك تماتل ما تكنه له و استعداده للعطاء هو نفسه استعدادك .. و بالطبع ستمتلكك خيبة آمل كبيرة ، بعد ان ارتفع سقف توقعاتك بالنسبة الى دلك الصديق الى عنان السماء ، ثم اكتشفت ان افكارك لم تكن سوى سراب ..

قد تنتهي علاقتك بدلك الشخص او تستمر برؤية مختلفة من جانبك ، لكن في النهاية الدرس الدي يجب ان تتعلمه هو ألا تتوقع الكثير من الآخرين مهما قدمت لهم ، و الأهم هو ألا تندم ابداً على خير قدمته في يوم من الآيام ، حتى و ان وجدت فيما بعد انك قد قدمته لمن لا يستحقه ، و تذكر المتل الشعبي الدي يقول " اعمل الخير ، و ألقه في البحر "

إدا توقفت عن توقع اشياء بعينها من الآخرين ، و رضيت بما يقدمونه لك أيا ما كان ، سيختلف الآمر تماما ، و ستتعلم الرضا بما تحصل عليه ايا كان ..

بتوقعات أقل ، ستضحك اكثر من قلبك ، و تتفاجئ من ابسط الآحداث في حياتك ، و ستشعر بساعدة اكبر من ابسط الآشياء ..

انا اخالفك الراي

مشكور علي الموضوع

الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية

كلك دووق امونة ومشكورة ع مرورك Smile