قصة الامتحان
أفقت، فوجدت نفسي في لجنة الامتحان إنه الامتحان الأخير ومستقبلي
سيتوقف عليه ياإلهي ،مستقبلي
بدأت أردد هذه الكلمة مرات و مرات
نظرت إلى ورقة الأسئلة و لم أكن قد تنبهت إليها منذ وضعها المراقب أمامي
كانت الأسئلة بسيطة جدا ً .. أو هكذا تخيلتها في بادئ الأمر
وبدأت أقرأ الورقة كلها من أولها إلى آخرها فلاحظت أن خانة زمن الامتحان خالية
فوجدت نفسي أصيح مع الصائحين
أين المراقب؟أين المراقب؟
إنها ليست غلطة و لكنها مقصودة
كل ما عليك هو أن تجاوب فلا زمن للامتحان
مستقبلي يتوقف على هذا الامتحان ولا أعرف له زمنا ً محددا
قال المراقب:
ستحاسب بناءً على المدة التي ستقضيها فعلا ً في الإجابة
.. اطمئن .. لن تظلم
تعاون مع كل ذي رأي من أعضاء التدريس و الزملاء
هذا بجانب الكتاب المقرر وكذلك كافة المراجع و الكتيبات
يا الله!! ما أجملها من تسهيلات
هناك فقط شرط صارم و هو أن تسحب منك ورقة الإجابة في أي لحظة
لا أجد غير الله اللهم يا مقلب القلوب ثبتني ألهمني من أمري رشدا
أحاول التركيز و أطمئن نفسي
والتفت حولي فأرى عجبا!! هناك من لا يعطون هذا الامتحان المصيري ادنى اهتمام انهم يلهون ويلعبون
قلت: إنها أشياء ممتعة واردت ان اشاركهم اللهو
غير أنني انتبهت لصوت شديد.. إنه صوت زميل بجواري يصرخ قائلا:
شغلني اللعب مع صاحبي عن الكتابة ولم اكتب شيئا بعد
اتوسل اليك اعد الورقة ..مستقبلي يضيع ,لم اكن اتوقع انكم جادون
يا للهول، لقد سحبت منه ورقة الإجابة
انتبهت إلى نفسي .. لم أكتب شيئا ً بعد.. أحاول التركيز
لكن اصوات الاعيبين من حولي تشوش علي
اخذت اجول بنظري في القاعة , فوجدت مجموعة تجلس في هدوء و سكينة
ترددت في الانضمام إليهم لكثرة الساخرين منهم و من جديتهم ولكنهم يجيبون متعاونين بجدية واهتمام،
الوقت يمر و قد تسحب مني الورقة في أي لحظة
عزمت أمري وقلت لهم. أتقبلوني بينكم؟
التفتوا جميعا ً في بشاشة و سرور وقالوا
" مرحبا ً بك في مجموعة الناجحين بإذن الله "
و سرعان ما وجدت لي مكانا ً بينهم و بدءوا بمساعدتي ووجدت نفسي هادئا مطمئنا
وبدأت في الاجابة بيسر وسهولة
اقترب المراقب من الزميل الذي بجواري واخذ ورقته فحزنت من اجله
و لكنني وجدته يسلم ورقته و هو يبتسم و يقول: ,
لقد عملت ما في وسعي و لم أقصر و أنا مطمئن الى عدل و رأفة المصحح ... استمروا واجتهدوا
و الآن .. أنتظر دوري . و صوت يهمس في أذني
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون
واذ هو الخالق الرحيم يأخذ امانته
يا ربنــــا أنت الغني ... أتيتك حـاملاً فقـــــــري وذنوبي التي
كلمــا أحصيتهــا فاقت الحصــــــر
قد جيئت اعدو هاربا من غي ومن سقم
خاضعا مفوضا امري وانوب اليك يارب جئتك تائبا من قبل الموت والقبر
ظلمت نفسي وعصيت، و مالدي من عذر, يا حسرتي على ما ضاع في اللهو من العمر
فاغفر يارب غفلتي وعجزي عن الصبر
فلا تحرمني لذة النظر الى نور وجهك الكريم ياعالي القدر
هكذا هى الحياة هى فقط امتحان من الله تعالى فلا تضيعها فيما لاينفع