الزواج ..سؤال وجواب

الزواج والحب
السؤال : ـ
ــ أنا فتاة في الثامنة عشر من العمر , بريد أهلي تزويجي من قريب لي , وأنا لا أحبه ولكني أحب شابا غيره فماذا أفعل , وما رأيكم في ذلك , وما هي النصيحة التي تقدمونها لي ؟
الجواب : ــ
ـــ إن مسألة الحب والعواطف التي غزت بلادنا , والتي ساعد على دخولها ونشرها أجهزة الإعلام المختلفة , وسممت أفكار البنين والبنات بما تعرض من الأفلام والتمثيليات , والمسلسلات , والروايات القصصية وغيرها ,
جعلت كلا من البنات والبنين يحاكون ما يرونه , وتصبح البنات لقمة سائغة تنخدع بهذه العواطف , بل وأكثر من هذا ربما يضحك عليها , وخاصة إذا كانت في سن المراهقة والبلوغ وقلبها خال،
وتقع تحت تأثير الكلام المعسول , وتصبح ضحيته , لأنها لم تحكم عقلها فباءت بالخسران وفشلت كفتاة في المحافظة على شرفها .
ـــ فنصيحتي إلى الفتيات المسلمات ألاّ ينخدعن بهذا الكلام , وأن يستمعن إلى نصائح الآباء وأولياء الأمور والأمهات ,
وألاّ يدخلن على حياة زوجية بمجرد عاطفة , ولكن لا بد من وزن الأمور كلها بميزان العقل أولا , هذا من ناحية ,

ــ وأيضا أقول لأولياء الأمور :ــ
إن عليهم أن ينظروا في رغبات بناتهم , فلا ينبغي للأب أن يضرب برغبة ابنته عرض الحائط , ويجعلها كما مهملا ....
ثم يزوجها بمن يريد هو لا بمن تريد هي فتدخل حياة زوجية وهي كارهة لها , مرغمة عليها ..
ذلك لأن الأب ليس هو الذي سيعاشر الزوج , وإنما هي التي ستعاشره وتخالطه وتساكنه , وتقاسمه سراءه وضراءه ,
وتشترك مع في أمور لا يشترك معها أقرب الناس إليها أو أدناهم منها , فلا بد أن تكون راضية ..
وهذا لا يتقضى ضرورة وجود علاقة عاطفية بين الشاب والفتاة قبل الزواج فهذه أشياء دخيلة علينا فالمهم أن تكون
مستريحة إليه راضية به .
ومن هنا يأمر الإسلام بأن ينظر الخاطب لمخطوبته , ويراها وتراه , لقول رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ـ ( انظر إليها فإن ذلك أحرى أن يؤدم بينكما ) .

فالإسلام يريد أن تقوم الحياة الزوجية على التراضي من الأطراف المعنية بالإيجاب والقبول , الفتاة تكون راضية
وعلى الأقل تكون لها الحرية في إبداء رغبتها ورأيها بصراحة لقوله ــ صلى الله عليه وسلم ـ ( البكر تستأذن وإذنها صُماتُها , والأيم أحق بنفسها ) أي التي تزوجت مرة قبل ذلك , لا بد أن تقول بصراحة :
أنا راضية أو موافقة , وصمت البكر أو ابتسامتها , ولو بخفض رأسها حياء , أما إذا جرت أو قالت لا أو بكت فلا ينبغي أن تكره ,
ولقد حدث على عهد الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن بعض الرجال زوّجوا بعض بناتهم
بغير رغبتهن , فشكون ذلك إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأبطل العقد ومن أمثلة ذلك أن ( خنساء بنت خدام ) زوجها من رجل وهي ثيب فكرهت ذلك , واشتكت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ فأبطل زواجها ) .

ــ وجاءت فتاة أخرى فذكرت للرسول صلى الله عليه وسلم أن أباها زوجها دون أن يأخذ موافقتها فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر إليها , فإذا بها تقول بعد أن ملكت الأمر:
ــ ( قد أجزت ما صنع أبي , ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء ) وأظن
أنه لا يوجد أسمى من ذلك في الدلالة على تكريم الإسلام للمرأة وإعزازه لشخصيتها ومكانتها .

ــ والذي أحب أن أنبه إليه في هذا الموضوع بأنه لا بد للفتاة أن ترضى , وولي أمرها أن يرضى , وهذا ما أشترطه كثير من الفقهاء , فقالوا بوجوب موافقة ولي الأمر حتى يتم النكاح وجاء في الحديث ( لا نكاح إلاّ بولي وشاهدي عدل ) ( وأيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل , باطل ,باطل ) .

ــ وكذلك ينبغي رضا الأم , ويؤخذ بخبرتها ومعرفتها بابنتها وكما جاء في الحديث :
ـ ( آمروا النساء في بناتهن ) أي خذوا رأي الأمهات , فالأم أقرب لابنتها من أبيها , وتعرف من أمور ابنتها ومن خصالها ومن رغباتها ما لا يعرفه الأب ولذا فلا بد أن يعرف رأي الأم أيضا .
ــ فإذا اتفقت هذه الأطراف كلها من الأب ومن الأم ومن الفتاة ومن الزوج بالطبع فستكون حياة زوجية ناجحة وسعيدة دون نكد أو تكدير , أو تنغيص , محققة لأركان الزوجية التي أرادها القرآن من السكن ومن المودة ومن الرحمة وهي آية من آيات الله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .

ـ فالصحيح أن يتم الأمر على هذه الصورة , التي يريدها ويدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف .
ـ والله أعلم
ــ وآسف للإطالة ورأيت أن الموضوع يستحق ،
ــ وما رأيكم أنتم !!!!!